Friday, December 01, 2006

ثقافة الكبت

لما كنت بالشام اخر مرة كنت عم باكل مع رفقاتي عند محل باباي بنورا ...شفت منظر كتير عجبني..شباب صغار تيينز يعني اعمارون شي ستعش او سبعتعش ...انو شلة صحاب ولاد و بنات قاعدين عم ياكلو و يتساءلو ع بعض و يمزحو مع بعض...عم يتصرفو بشكل كتير عفوي و احيانا بغلاظة بس الحلو انو كانو ع طبيعتون...ما كان كتير فارقة انو في بنات ..ما كان في حواجز...ما حسيت انو فيهون حدى كان عم يفكر مرة او تنتين قبل ما يقول كلمة او يطلع منو مسبة..ما كان فيهون حدا عم يحاول يخفف دم ع حساب غيرو ليترك انطباع...كانو شلة كتير مصهورة اذا بدكون....ناس كتير رح يشوفوها شلة مايعة لولاد مدللين اهلون يمكن حاطينون بالمدرسة الباكستانية او الامريكية او ما شابه...

بس انا شفت القصة بشكل تاني...

صرت فكر انو كيف الانسان مهيأ جينيا ليكون بلا عقد و يكون منفتح سواءا كان خلقان بفلوريدا او بالشام...و كيف انو المجتمع هو اللي بيولد براس الانسان الحواجز و المتاريس و الخطوط الحمر و التبوهات و الخوف و القلق و انعدام الثقة بالنفس

سبب حديثي عن هالموضوع هو عبارة استخدمتا اليوم شي 3 مرات و هي ثقافة الكبت..

اليوم كان في حديث عن كاتبة قصة سعودية نشرت كتاب عن قصص واقعية لبنات سعوديات و الامور اللي بتحصل بحياتون اليومية و تفكيرون و احلامون و علاقاتون مع البيئة حولون و تجاربون العاطفية بل حتى الجنسية..و تطرق الحديث الى عدة مؤلفات بالوطن العربي تناولو هالمواضيع بكتاباتون و كانت هالكتابات تشكل صدمة ظاهرية بتتبدى بردود الفعل المستهجنة لهالكتابات و بنفس الوقت شغف سري منقطع النظير بقراءة هذه المؤلفات...

طيب خلونا شوي نفكر بهالتناقض...في ناس حيت جهد هالكاتبات و جرءتهون على تناول هيك مواضيع و طرحها بشكل علني و مقاربتها بشجاعة و اعتبرو انو هالكتابات مؤشر لبداية تحرر ما و خطوة على طريق الانفتاح على الاخر في مجتمعاتنا..و في ناس نصدمت من جرأة الطرح و تناول بعض المحرمات و خصوصا من قبل عناصر انثوية في مجتمع ذكوري...

و ضمن الضجة يلي بتحدثها هالكتابات ما منلاقي غير النسخ الموجودة نباعت بالكامل و بفترة قياسية علما ان الشعب العربي لا يقرأ لا يقرأ لا يقرأ....

نفكر بالاسباب ما منلاقي غير سبب واحد ....الكبت...

الطفل بمجتمعنا بيولد و اكتر كلمة بيسمعها خلال فترات عمرو المبكر كلمة عيب...لاء حبيبي انت شب ما بيصير تلعب مع البنات...لا ماما انت بنت عيب تطلعي مع الولاد لعبي مع رفيقتك مها....

بالمدرسة ممنوع شي اسمو اختلاط....يا عيبو هاد بيحكي مع البنات....ييييي هي بتلعب مع الصبيان ....دائما في حاجز...دائما في حيط حتى لو غير مرئي حتى لو بمدرسة مختلطة....

الولد بيكبر و بعقلو صورة للبنت على انها مخلوق ينتمي لفصيلة مختلفة تماما و البنت نفس الشي...و اكبر مصيبة بتكون بالعيل يلي عندا ولاد من (فصيلة واحدة) يعني ذكور فقط او اناث فقط...هون الولاد بيكبرو بدون ادنى فكرة عن الجنس الاخر!!

بيصلو هالولاد لمرحلة المراهقة و بيبلشو بيحسو بالتغيرات النفسية و الجسدية و بيبلشو يحكو بمواضيع بتناسب هالمرحلة...و هون بتظهر الفاجعة و النتيجة المثمرة للتربية الخاطئة...لانو الولاد ما بيعرفو شي عن البنات و البنات ما بيعرفو شي عن الولاد ...و مع هيك في موضيع بدها تنحكي و في ناس بدها تحكي و من شان تحكي لازم تكون بتعرف و الا بدها تخترع...و في ولاد شغلتون هالشغلة و بيبلش نشر التخيلات و الخرافات و الافكار المغلوطة المبنية اساسا على خيال مروجيها و بتنقلب هالافكار لحقائق بعقل الولاد و خصوصي انو اذا صار و حدى منهون ارتكب الجرم المحظور و سأل اهلو رح يتعرض لابشع انواع الارهاب الفكري و النفسي ان لم يكن الجسدي حتى...بدك تلوم الاهل؟؟ ما فيك..لانون هنين بدوروهن ضحايا و كانو ولاد و تعرضو لنفس الشي....

و هيك بتروج تجارة ثقافة الكبت...و بيصير الولد او البنت مولع بسماع اي معلومة او خبرية عن الجنس الاخر المغيب تماما من حياتو و بتلاقي الولد لما بعد جهد جهيد حصل على كتاب من الكتب الثقافية الصفراء عم يقراه و قلبو عم يخفوء بقوة و افرازات التيستسترون عندو بالذروة و بنفس الوقت عم يشرر ادرينالين من خوفو انو اهلو يمسكو معو هالكتاب و بيصير قراية هيك كتب بحد ذاتها مثير و كل ما كان الكذب و التلفيق فبها اكبر كل ما زادت الاثارة

و بيكبر هالشب و بتكبر هالبنت على افكار مشوهة و على رؤية الجنس الاخر كلغز دفين و بتكبر الخيالات يلي براس هالشباب و بيصيرو يولدو صور مدهشة عن الجنس الاخر و علاقاتون المستقبلية معو و بيصير الواحد من افراد هالمجتمع ظاهريا سوي و لكن داخليا متخم بالعقد و الافكار المريضة.....

طب الحق ع مين؟؟

رح اترك السؤال مفتوح....

8 Comments:

Blogger Amr Faham said...

أنا لا أستطيع إلا أن ألوم التعصب الديني الإجتماعي الذي يحاول أن يصور للناس أنه:
إما الفصل الشبه الكامل, و هذا ما يطلقون عليه بالـ(الإلتزام)
و إما المجتمع الذي تروج له "قنوات العهر العربية."

في الجامعة, كانت الفتيات تنهي الحديث عندما يتجاوز الموضوع مناهج الدراسة إلى الحياة العامة, و ذلك لعتقادهن بأن كل موضوع خارج الدراسة سيؤدي إلى الحرام!! و العياذ بالله!!

1:54 AM  
Blogger roudy said...

اللي بيقهر انك لما تقول جامعة بتتوقع انو تلاقي ناس اسوياء او على الاقل ناس بيعكسو افضل نخب بالمجتمع عقليا و اجتماعيا و ثقافيا..
لكن الواقع بيقول انو جامعاتنا مليانة اعاقات عقلية لا يمكن علاجها...
بينما المفروض انو الجامعي يرجع عبيئتو و حارتو و ضيعتو و مجتمعو المغلق و يحاول ينقلون عقلية منفتحة..بتلاقيه حامل عيلتو و حارتو و ضيعتو و بيئتو و نازل فيهون عالجامعة..و عفكرة في شي مميز باعاقة شبابنا...انو هالاعاقة عابرة للطبقات ..منيح في رابط بهالبلد عم يجمع الغني بالفقير

4:54 AM  
Blogger LORD.M.M said...

مرحبا

المجتمع العربي تعرض لفترة منيحة من الاستعمار و الجهل
لذلك هو الان عم ينمو على مهلو
و الكبت صفة ملازمة لنا كمجتمع سوري
و عربي بشكل عام
لأنو لما فيك تعبر عن امور اكبر من الجنس بحرية و بدون رقيب
ساعاتها ما راح يكون في كبت جنسي و لكن في ادب يعني ما بدعو لمجتمع مثل هولندا او غربي عموما
بل مجتمع عربي متحضر بيحفظ اصلوا و ما بيتخلا عنو
يعني العرب كأنها نسيت الاندلس و ما حققناه فيها من حرية و حضارة
الحق على مين !

الحق على التعليم المدرسي

بس

انا سمعت انو في مادة اسمها الثقافة الجنسية راح تكون قريبا بالمنهاج

ملاحظة : ( قلبو عم يخفوء بقوة و افرازات التيستسترون عندو بالذروة و بنفس الوقت عم يشرر ادرينالين من خوفو انو اهلو يمسكو )

جملة بتعقد !!

سلامات

3:14 PM  
Blogger roudy said...

شو ثقافة جنسية..كيف ثقافة جنسية..بأي وزارة تربية؟؟ اذا عندك بالبلد ناس بيعتبرو التوعية بالامراض الجنسية و سبل الوقاية منها تحرض عفعل الرزيلة...ليك وين بعدون

6:19 AM  
Blogger Ihsan said...

مرحلة الجامعة هي استمرارية للحالة الاجتماعية و مالها مرحلة كفيلة بمعالجة اي عقد او مشاكل تانية...بالعكس عم تتحول لعنصر مساعد على ثقافة الكبت (ان صح التعبير).

المشكلة من صف الاول....و كل ما كبر الصبي او البنت...عم تكبر المشكلة و تغمق مع احتكاكون مع نماذج تانية لا تقل كبتا....بالمحصلة...يلي مالو مكبوت هو يلي شكلو غلط مو العكس....

8:49 PM  
Blogger Ihsan said...

شكرا رودي

Dozzy face

8:50 PM  
Anonymous Anonymous said...

mar7aba..
basara7a ana awal marah bfot 3hak make3..
hal mawdo3 kteeer bejanen
ya3ny fey 2ol eno fe 7ada 3am ye7es be mo3anat al shabab
muwaaaafa2 yarab..
yaret sawtak yesal lnas kelon 3amatan wa al ahaly 5asatan
thaaaank u kteeer
..

9:44 PM  
Blogger Nostalgia said...

أولا أنا قرأت رواية بنات الرياض للكاتبة رجاء الصانع وبالرغم من بساطتها أدبيا بس أثرت فيي لأنها مستخلصة من واقع مجتمع طالما كنت أتمنى
انأعرف فعلا كيف تدور الواقائع داخله.. أنا من عيلة مكونة من والدين و أربع بنات .. و أمي كانت خجولة لدرجة أنو أبسط الأسئلة المتعلقة بالجنس لم تكن لتجيب عليها.. لذلك معلوماتي المتعلقة بهذا الموضوع عرفتها بأكثر الطرق خطأ و هي عن طريق النكت و أحاديث البنات .. كنت أتمنى لو كان لدى آبائنا الوعي الثقافي الذي يدفعهم لطرق التربية السليمة .. بالنسبة لإبنتي في المستقبل .. أنا أرسم من الآن خطط تربيتها و تثقيفها لأجنبها تخلف المجتمع الذي عشت فيه

1:59 AM  

Post a Comment

<< Home